نظمت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، بشراكة مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وبدعم من وزارة العدل، دورة تكوينية لفائدة الصحافيين والصحافيات يوم الأربعاء 16 مارس من السنة الجارية بالدار البيضاء، حول موضوع:” آليات رصد المادة الحاملة للعنف الرقمي ضد المرأة والطفل”.
ويأتي الاهتمام بهذا الموضوع، ، في سياق التحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم، حيث أن من شأن غياب الثقافة الحقوقية والقانونية لدى شريحة واسعة من مستخدمي وسائل النشر الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي أو تطبيقات التراسل الفوري، واقتران ذلك بطغيان الثقافة الربحية في التعامل مع هذه الوسائل والتطبيقات، المساهمة في انتشار مظاهر وأشكال مختلفة من العنف الرقمي ضد فئات الأطفال والنساء، والتي يمكن أن تتخذ في أحيان كثيرة مظاهر أكثر فظاعة يمكن أن ينطبق عليها بعض عناصر جريمة الاتجار في البشر.
وفي هذا السياق، قال عادل تشيكيطو رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن مثل هذه الدورات تكون مجالا لتوعية الصحافيات والصحافيين بمدى خطورة المحتوى الذي أصبحت تعج به فضاءات التواصل الاجتماعي، مضيفا أن هذا المحتوى يتضمن العنف ضد الطفل والمرأة.
وشدد رئيس العصبة، على أنه يجب علينا اليوم أن نحث الصحافيات والصحافيون على ضرورة تعميم الوعي، وتعميم الفائدة لدى عموم المواطنات والمواطنين بالمخاطر التي قد تنجم عن نشر محتوى من شأنه أن يكون ذا حمولة العنف ضد المرأة والطفل.
ومن جانبه، أشار عبد الكبير اخشيشن رئيس المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن هذا الموضوع يأخذ راهنيته من عدة معطيات، سواء تعلق الأمر بتعدد أشكال الإساءة للمرأة والطفل من خلال العالم الرقمي الذي أصبح سريعا وقويا، وأن مناقشة هذا الموضوع، تبقى مقبولة ومعقولة في هذه الظرفية.
وأضاف اخشيشن أن السياق الذي يواكب هذه الدورة هو عيد النساء، والذي نروم من خلاله، إلى أن ننبه الصحافيات والصحافيين، ونناقش معهم كيف يمكن أن نوفر آليات لرصد، العنف الممارس ضد المرأة والطفل في وسائل الإعلام ومواجهته.
وأوضح رئيس المجلس الوطني الفيدرالي، أن هذا الموضوع المتعلق بالمرأة والطفل، أصبح يتقاطع فيه الإعلام المنظم مع وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي بدأنا نلاحظ خطورة كبيرة في أن تتحول المرأة إلى سلعة، من اجل البحث عن المال والشهرة، وأن يتحول الطفل إلى قصف يومي بدون استحضار خصوصيته، مضيفا أن لقاء اليوم، جاء للتركيز على هذا الموضوع ولكي نقول للصحافيات والصحافيين: “هاهي الآليات التي يجب أن نؤمن بها في مهنتنا، لأنها حرفة وصناعة وليست هواية”.
