تحدثت الزميلة حنان رحاب نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية المكلفة بالحريات، في مداخلة تأطيرية عن السياق العام التي تنظم فيه الندوة، موضحة أن الأسئلة والإشكالات الكبرى المرتبطة بحرية الصحافة والإعلام من القضايا الأساسية الملقاة على عاتق الصحفيين المهنيين، وأن سؤال الأخلاقيات في مجال الصحافة أصبح ملحا أكثر من أي وقت مضى.
وأكدت رحاب، أن الصحافي مسؤول أمام المهنة من جهة وأمام المجتمع من جهة أخرى، وتساءلت عن الكيفية أو الطريقة التي يمكن من خلالها تملك المعايير المهنية لكتابة التقارير والمواضيع الصحفية، وعن خط التماس بين حرية الصحافة وأخلاقيات المهنية، التي اعتبرتها المتحدثة، جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا.
جاء ذلك خلال اللقاء التكويني الذي نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية وأوكسفام بالمغرب، في موضوع:”حرية الصحافة واخلاقيات المهنة” وذلك يوم الجمعة 11 مارس من السنة الجارية بغرفة الفلاحة ببني ملال، وأدار أشغاله عزيز اجهبلي عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية.
من جانبه، قال الأستاذ الجامعي إدريس الجبري، إن الأصل في أخلاقيات المهنة مرتبط بحرية التعبير، موضحا أنه الحق في تلقي وإرسال المعلومات من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
وأضاف الجبري أن حرية الرأي والتعبير ترتبط ارتباطا وثيقا بالممارسات الحاكمة لوسائل الإعلام كافة، ومنها بالطبع ضمانات حرية الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية.
واعتبر الجبري حرية الرأي والتعبير مصدرا أساسيا للكثير من الحريات، كما تعد عاملا أساسيا لمباشرة الحقوق السياسية، فهي التعبير المباشر لحرية تكوين الآراء العامة، وتكوين أيضا التصورات والمعارف التي يمكن أن تحكم الهيئات والتنظيمات، ومن هنا أتت أهميتها، وأكدت عليها المواثيق والمنظمات الدولية كونها ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية.
وناقش المتحدث أهمية الاتفاقيات الدولية في تكوين مجتمعات أكثر إنسانيّة وعدالة انطلاقًا من مبدأ حماية الحريّات الفرديّة وصون كرامة الإنسان، والأهمّ ترسيخ مبدأ حريّة الرأي والتعبير والتحرّر من الخوف والقهر والظلم.
وفي نفس السياق، ناقش مصطفى أبو الخير مدير جريدة “جديد 24″، التحول الكبير، الذي طرأ في مجال الصحافة والإعلام، وما يرتبط بالثورة الرقمية، مذكرا بما تعرفه وسائط التواصل الاجتماعي من تطور، وأعطى مثالا لذلك بما عاشه المغرب والعالم بأسره لحظة حادثة “ريان” بمدينة شفشاون، التي قال العارض عنها إنها تجاوزت على مستوى البث والنقل والمشاهدات “مونديال” 2018.
وأكد أبو الخير أن التفكير في أخلاقيات المهنة بالنسبة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بدأ قبل جائحة كورونا، مشيرا في هذا الصدد إلى مبادرة النقابة وتعميمها لدليل مهني من أجل محاربة الأخبار الزائفة وللمساهمة في الاستجابة لحق المغاربة في معطيات ومعلومات صحيحة وواقعية.
وأشار عضو المجلس الفيدرالي للنقابة إلى قانون حماية الحياة الخاصة، كما قدم صورة واضحة عن علاقة المغاربة بالانترنيت من خلال أرقام وإحصائيات، موضحا أن هناك 48 مليون هاتف مرتبط بالانترنيت في المغرب، وأن المغاربة يقضون ما يقارب 3 ساعات و37 دقيقة أمام الأجهزة المرتبطة بالانترنيت، بالإضافة إلى العدد الهائل من الحسابات النشيطة في مواقع التواصل الاجتماعية.

