من الخلاصات الكبرى التي خرجت بها الندوة الوطنية التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية يوم السبت 30 أكتوبر 2021 بالرباط، تشكيل سكريتارية أو تنسيقية وطنية للصحافيين “الفريلانس” بهدف إنجاز دراسة متكاملة لأوضاع هذه الفئة من الصحفيات والصحافيين والترافع لتحقيق مطالبهم المادية والمعنوية.
وقال عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية في كلمة، أطر بها اللقاء، إن الصحفي الحر، أو ما يطلق عليه ب “الفريلانس”، ظاهرة جديدة في المشهد الإعلامي والصحفي الوطني، موضحا أن عدد الصحافيين الأحرار في تزايد مستمر ويصل عددهم حاليا 110 صحافية وصحافيا حاصلين جميعهم على بطاقة المهنية التي يمنحها المجلس الوطمني للصحافة.
وأضاف البقالي أن هؤلاء الصحافيين يسدون خدمات كبيرة للمشهد الإعلامي الوطني، مؤكدا أن معاناتهم مضاعفة، بحيث لا يتوفرون على تغطية صحية، ولا يستفيدون من الامتيازات مثل زملائهم في منابر ومؤسسات إعلامية أخرى، ما يوحي بأن الصحافي “الفريلانس” يقامر بمصيره وبمستقبله.
وأكد على تشديد القوانين والصرامة في تطبيقها لتحصين هذه الفئة، وعدم ترك الباب مشرعا أمام من هب ودب لولوج المهنة من هذه الجانب، مؤكدا أن السكريتارية التي تشكلت في هذا اللقاء هي الألية التنظيمية التي ستتحمل مسؤولية التنسيق مع المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية لتسطير برنامج وطني ودفتر مطالب للترافع من أجل تحقيق هذه المطالب. كما اعتبر هذه السكريتارية نقطة انطلاق لإعداد دراسة دقيقة وقاعدة معطيات حول أوضاع وواقع الصحافي الحر.
بدوره محمد حجوي عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، قال في كلمة افتتح بها الندوة، إن التزايد المضطر لعدد الصحافيين “الفريلانس” وتحول سوق الشعل وانفتاحه بشكل كبير على العمل الحر المستقل هو ما دفع بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى تنظيم هذه الندوة حول الموضوع من أجل تسليط الضوء على واقع هذه الفئة من الصحافيين والترافع حول مطالبهم الملحة والمشروعة وطرح الموضوع للنقاش العمومي بمعية خبراء ومهنيين وكذا بحضور الفئة المعتية.
وقالت حنان رحاب عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن الصحافيين الفريلانس يعانون في صمت من إجحاف وجشع المشغلين وطالبي الخدمة دون أي ضمانات إجتماعية أو عدالة أجرية أسوة بزملائهم المتعاقدين بصفة دائمة وحتى مقارنة بالصحافيين الفريلانس الأجانب الذين يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه الصحافي الفريلانس المحلي، ما يستدعي وضع إطارات تنظيمية محددة لتقدير الجهد والعمل دون إغفال ضمان باقي الحقوق الاجتماعية الأخرى كالتغطية الصحية والتعويض عن الأبناء إلأى الحق في معاش النقاعد وغيرها من الحقوق.
وتدخل في هذه الندوة الوطنية التي ناقشت موضوع “الصحفي الحر بين القانون المؤطر والممارسة المهنية، والتي أدارت أشغالها الصحافية فاتحة النوحو، الزميلة سعيدة شريف في محور: “الصحافي الفريلانس بالمغرب..أية ممارسة وبأية شروط” والزميل منصف يوسف في محور: “الوضعية الاجتماعية والقانونية للصحفي الفريلانس”.
وقالت الصحافية سعيدة شريف في مداخلتها، إن هذه الفئة تعيش التهميش في ممارستها المهنية اليومية، موضحة أن المشهد الإعلامي والصحفي بالمغرب عرف تراجعا كبيرا، ما أدى إلى أن يعيش الصحافيون أوضاعا مقلقة من مؤشراتها العطالة التي مست العديد منهم بسبب إغلاق مجموعة من المؤسسات، إضافة إلى التنافس المحموم الذي يسلكه ما يعرف بصناع المحتوى أو المؤثرين، الشيء الذي أنعكس سلبا على هذه الفئة من الصحافيين. يتمتع الصحافي الفريلانس بأي تغطية اجتماعية، فلا تأمين صحي لديه، ولا انخراط يمكنه من الضمان الاجتماعي، ولا تقاعد أيضا، هذا في الوقت الذي يسعى فيه المغرب لتأمين الحماية الاجتماعية والصحية للجميع.لهذا نطالب بصيغة تمكن الصحافي من التغطية الاجتماعية، عبر الانخراط في الضمان الاجتماعي بصفة صحافي حر أو فريلانس، وفي منظومة التقاعد أيضا.
واشارت الزميلة سعيدة على أنالصحافي الفريلانس لا يتمتع بأي تغطية اجتماعية، فلا تأمين صحي لديه، ولا انخراط يمكنه من الضمان الاجتماعي، ولا تقاعد أيضا، هذا في الوقت الذي يسعى فيه المغرب لتأمين الحماية الاجتماعية والصحية للجميع.لهذا نطالب بصيغة تمكن الصحافي من التغطية الاجتماعية، عبر الانخراط في الضمان الاجتماعي بصفة صحافي حر أو فريلانس، وفي منظومة التقاعد أيضا.



وأكدت شريف أن مهنة الإعلام بالمغرب تشهد ردة كبيرة على المستوى المهني والحقوقي، وأرجعت ذلك إلى تغول المال، بحيث أصبحت الصحافة آخر ما يفكر فيه في الأوقات الراهنة. وأعطت العارضة تعريفات إصطلاحية ولغوية لمعني الصحافي “الفريلانس”. وأوضحت أن العمل الحر واحد من أفضل الوسائل الفرد في الطريق الصحيح نحو الاستقلالية مهنيا وماديا. وقدم العديد من الصحافيين الذي شاركوا في الندوة الوطنية شهادات حية عن واقعهم خلال ممارسة لمهنة ومنعاناتهم اليومية والتضييق عليهم ومنعهم من القيام بمهامهم.