قال رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الكبير اخشيشن :”يحق لنا اليوم القول بأن مجهودات السنوات الأخيرة التي بنيت على تراكمات المؤسسين للإعلام الناطق بالأمازيغية داخل المغرب قد أفرزت مكتسبات، ولم يعد بعد التلقي يقتصر على الناطقين بها، بل حفز المضمون الآخذ في التنوع على مختلف البرامج التلفزية والإذاعية في توسيع نطاقه، ويحق الحديث اليوم عن جمهور مغربي واسع يتجه لهذا الإعلام الذي يغوص في أقاصي جغرافيتنا لنقل تجارب وحيوات متعددة وساحرة لأهالينا في جبال ونجود بلدنا لتكتمل صورة مغربنا المتعدد والمتنوع، ولنكتشف حجم التساكن بين مواطنتنا ومواطنينا في جهات انصهرت فيها قيود اللغة”.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط يوم الجمعة 17 يناير 2025 بالمعهد العالي للإعلام والإتصال ـ الرباط لمناقشة: موضوع “وضع الأمازيغية في الصحافة والإعلام الوطنيين”، وأشار نقيب الصحفيين إلى أن متابعة القناة الأمازيغية بسوس والأطلس والريف، أكبر بكثير من مشاهدة القنوات الأخرى وأن البث الإذاعي المتواصل على مدار اليوم منذ 2020 حقق مساحات مهمة، إلا أن خزانا من الجمهور داخل الوطن وخارجه يوجد مبثوثا في جغرافيتنا المتنوعة يحتاج لجهود الوصول إليه.
وأضاف اخشيشن أنه، سواء تعلق الأمر بالأخبار أو الربورتاجات والتحقيقات والحوارات الفنية أو البرامج الترفيهية، فإن المدن الكبرى تعرف نسب مشاهدة عالية كذلك، بالإضافة إلى نسب المشاهدة العالية التي تعرفها نشرات الأخبار بالمغرب وخارجه، وهنا أتوقف لأحيي جيل الصحافيين والتقنيين والفنيين الأوائل الذين أطلقوا التجربة المتخصصة داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة سنة 2010 وقبلهم جيل البث الإذاعي ونشرات اللهجات في التسعينيات، وأشد بحرارة على أيادي كل من التحق بهذه التجربة ويواصل المساهمة في البناء، دون أن ننسى جيلا من المكافحين في الصحافة الورقية والالكترونية.
وبالمناسبة أكد مصطفى امدجار مدير مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقطاع الاتصال على أن الورش أصبح مشروعًا استراتيجياً يعكس إرادة سياسية راسخة، تمثلت بوضوح في دستور 2011، الذي جعل من الأمازيغية لغة رسمية، إلى جانب اللغة العربية، في خطوة عكست التزامًا عميقًا نحو تكريس التنوع الثقافي.
كما شدد امدجار الرهان على أن الإعلام الأمازيغي لا يتوقف عند حدود الصحافة والإذاعة والتلفزيون، بل يمتد إلى السينما والمنصات الرقمية، حيث توفر التكنولوجيا الحديثة إمكانيات غير مسبوقة لإيصال المحتوى إلى جمهور أوسع، فمع الانتشار الواسع للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، بات من الممكن إنتاج محتوى مرئي ومسموع يصل إلى ملايين المتابعين، في الداخل والخارج، دون الحاجة إلى إمكانيات ضخمة، غير أن هذا التحول يتطلب استراتيجيات تجمع بين الإبداع والتمويل والاستدامة
و أضاف المتحدث، أن تخصيص الجوائز مثل الجائزة الوطنية للصحافة لفئات الأعمال الأمازيغية أتاح فرصة غير مسبوقة لإبراز مواهب شابة، قادرة على تقديم إعلام بمواصفات احترافية، ومع تزايد عدد المشاركات يتضح جليا أن هناك حراكًا متناميًا يعكس تعطشًا لمحتوى يعبر عن الهوية الأمازيغية، ويرسّخ حضورها في المشهد الإعلامي المغربي.
ومن جهة اخرى، دعا عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى تنظيم فعاليات تتعلق بالإعلام الأمازيغي في رحاب المعهد الذي يديره بوتيرة منتظمة، مشيراً إلى أن “المعهد العالي للإعلام والاتصال، باعتباره مؤسسة عمومية في مجال التكوين الإعلامي والتواصلي، حريص على صيانة مختلف الروافد الثقافية المتنوعة التي تزخر بها المملكة المغربية”.
كما أشار إلى بنصفية إلى “جعل هذه الفعاليات مناسبة لتكريم كل الشخصيات، نساء ورجالاً، التي ساهمت في ظهور الإعلام الأمازيغي، وتطويره بالرغم من المشاكل والصعوبات التي واجهها هذا الإعلام”، مضيفاً أن “المعهد أطلق هذه السنة نظاماً جديداً للتكوين من أجل تجويده، ورفع مستوى الاهتمام بالقضايا الوطنية وقضايا المجتمع، وإدماج البعد التكنولوجي، مع الانفتاح على الدرس الأمازيغي والحساني، حيث سيتم ترسيم الدرس الأمازيغي، والقطع مع النظام السابق، الذي كان فيه مجرد درس للاستئناس”.


وأبرز بنصفية أن “الدرس الأمازيغي في المعهد العالي للإعلام والاتصال سيدرس من طرف أيادٍ مناضلة، وسيتجاوز تدريسه منطق التكوين الأكاديمي العرضي ليشمل أيضاً تهيئة جيل جديد يُعنى بالأمازيغية، ليس فقط كلغة للإنتاج الإعلامي، وإنما أيضاً كقضية كذلك”. وفي نفس السياق، في السياق نفسه، اعتبر إبراهيم باوش، صحافي بقناة الأمازيغية، أن “ملف الأمازيغية المرتبط بالإعلام والصحافة لم يقطع أشواطاً مهمة يمكن على ضوئها الحكم على أن هناك إرادة فعلية لتحقيق إدماج منصف للأمازيغية في الإعلام العمومي والخصوصي”، لافتا إلى “الغياب شبه التام للأمازيغية في الإعلام الخاص، خاصة الإذاعات، مع استثناءات قليلة جداً، حيث إن هناك إذاعات تعتبر مثلاً أن إدراج الأغاني الأمازيغية هو إدراج للأمازيغية”.
في السياق نفسه، اعتبر إبراهيم باوش، صحافي بقناة الأمازيغية، أن “ملف الأمازيغية المرتبط بالإعلام والصحافة لم يقطع أشواطاً مهمة يمكن على ضوئها الحكم على أن هناك إرادة فعلية لتحقيق إدماج منصف للأمازيغية في الإعلام العمومي والخصوصي”، لافتا إلى “الغياب شبه التام للأمازيغية في الإعلام الخاص، خاصة الإذاعات، مع استثناءات قليلة جداً، حيث إن هناك إذاعات تعتبر مثلاً أن إدراج الأغاني الأمازيغية هو إدراج للأمازيغية”.