احتضن رواق النقابة الوطنية للصحافة المغربية عشية يوم الأحد 12 ماي 2024 حفل توقيع ديوان الشاعرة والصحافية إيمان الونطدي. “الراّݣْد فْ الحلْمه”.بحضور نقاد وفعاليات ثقافية وفنية وصحافيين.
- الخني:الونطدي متعددة الإبداعات والأبعاد تبحث عن وجودها وتسائله وتخرج وتعلن البوح القوي في “الراّݣْد فْ الحلْمه”.

في البداية رحب جواد الخني ؛عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية،بالحضور النوعي والمتنوع مذكرا ببرامج النقابة الثقافية والفكرية برواق الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط وبالبعد الثقافي في مضامين أنشطة ومنطلقات ومواقف النقابة .
واعتبر الخني تجربة الونطدي متعددة الإبداعات والأبعاد ( من الكتابة الصحفية-لكتابة السياريو-لكتابة الشعر الفصيح من خلال تجربة ” أمهلني… بعض العبث..الى الكتابة باللغة العامية وهذا المولود “الراّݣْد فْ الحلْمه”.
وتوقف عند هذا ” الراّݣْد” ودلالاته القابلة للتوليد ولكل القراءات الحقيقية والذاكرة والأسطورة والتاريخ والتخييل..
كما توقف الخني عند غلاف الديوان بلوحة للتشكيلية صاحبة الديوان الزجلي.التي تبحث عن وجودها وتسائله وتخرج وتعلن البوح القوي في “الراّݣْد فْ الحلْمه”.
فاسحا المجال لمقاربة متن الديوان على مستوى المواضيع والصور والبناء والأبعاد الجمالية والفنية والصور الشعرية للباحث في الفلسفة والنقد المقارن كريم الصامتي .


*الصامتي : الونطدي مفرطة الحساسية شعريا واجتماعيا ، تعيش الواقع بمختلف تقلباته وتناقضاته ، وإكراهات التقاليد و قيم المجتمع القهرية تعي بعد المسافة بين الحلم و الواقع ما يفصح عنه بلاغيا عنوان ديوانها الزجلي “الراكد ف الحلمة”
_وفي حديثه عن الديوان قال الصامتي”في الحقيقة لا أخفيكم سرا بأنه بالرغم من اقترابي واقتراني كصديق بالأستاذة إيمان الونطدي ومعرفتي بها كإنسانة ومبدعة في شتى دروب الفنون والادب من شعر وقصة وزجل وتشكيل وغيرها كذلك باعتبارها فاعلة في المجالات مختلفة حقوقية وجمعوية وفي أحايين مضت سياسية، أجد نفسي أمام قصائدها متورطا كمتلقي شغوف بكتابتها أو كدارس لمنجزها الشعري المتميز.
و تبقى الشاعرة الزجالة المبدعة” وأضاف الناقد “إيمان الونطدي ، قبل هذه الانشغالات و بعدها ، امرأة رقيقة ، مفرطة الحساسية شعريا واجتماعيا ، تعيش الواقع بمختلف تقلباته وتناقضاته ، وإكراهات التقاليد و قيم المجتمع القهرية تعي بعد المسافة بين الحلم و الواقع ما يفصح عنه بلاغيا عنوان ديوانها الزجلي “الراكد ف الحلمة” بين ما هو كائن وما ينبغي ان يكون، ما تفكر فيه و تطمح إليه ، و بين ما تجده و تراه ، فتحس بالغربة ، و تعبر عن ذلك بقوة في العديد من قصائدها ، وهي تنتقد الازدواجية والمكوث في السكونية والتخلف، وهو ما تعبر عنه في قصائدها سواء المعربة او الفرنسية أو الزجلية او في مجموعتها الزجلية الجديدة ” الراكد ف الحلمة” التي استثمرت فيها ما عاشته في طفولتها وفي حاضرها من خواطر وأحلام تكاد تقدمها لنا في صور عجائبية وكأنها آليس تحكي في بلاد العجائب حياتها ودهشتها أو دون كيشوط تصارع طواحين الهواء متحدية الحقيقة بقلم الحكي. وهو ما تعبر عنه من خلال قصائدها التي تتحدى شهريار (رمز المجتمع الذكوري) بقول قصائد تعاف الصمت وتركب التحدي، فنجد تعبيرا لذلك من خلال مجموعة من الأبيات داخل دوانها:
هي قصيده مشطونه حالفه ما تختم وردها.
قصيده مشطونه ناقصها غربال.
هذا كلامي جرو بقلم يتعرى لمخبي من سنين.
الغيواني يوسد حروفو
على جرة الوتار
يساوي كلام الريح
على جدبة ليام
وليام قصيده هاتره
راضعه هبال لقوافي
قصائدها تتسِع لرحابة كونية إنسانية وتعيد اكتشافنا للدلالات الـخفية، وتتبرعِم في تربة المعنى، تألقت في إسرائها ومعرجِها الروحِي، تنسج العالم مع كل قصيدة، تزخرفه بصور بلاغية، تعلن من خلالها أن المرأة قادرة على الريادةِ والتجدد والخروجِ من نفقِ الصمت، وشرنقة الإقصاء، لتندلق حروفا، تبني كونها الشعري، في فرادة، تغازل فضاءات البوحِ من داخلِ أتونِ التجربة، غير آبهة بتعرية الألم أو التيه أو الغربة من خلال الحلم فتقول:
نطل من حلمي.
خوفي من النقطة ترجع للسطر و نبقى أنا معلقه لهيه !!
خوفي من ذاك السطر لا يتقاضى . و النقطة غير سبه وزواق . و القلب مخبي شلاااااا كلام .
خوفي من ذاك الراكد
ف الحلمه ….نهار يفيق.
وأكد الصامتي بأن قصائد إيمان الونطدي تعبر عن ماهية الأنا الشاعرة المشاءة بين حدي التخفي والتجلي، هذا التوتر يعري حساسيتها المفرطة من خلال تجذيفها في نهر “اللغة” المفعم بصور فنية ملتحفة برداء من رموز وعلامات وأحلام.. تهيج عملية التأويل الدلالي لدى المتلقي وتقدف به في جوانيات نصوصها الزجلية.
إن القالب الفني لقصيدة الزجل عند الشاعرة مرتبط بشكل ومضمون كتابتها الشعرية باللغة العربية الفصحى إذ نجد تماهيا في تدفق وجدانات واحاسيس ورؤى ذات الشاعرة داخل الشكلين الشعرين بأسلوب نثري مشبع بالصور البلاغية، مرتكنة على عدة أساليب من أهمها آلية التجسيد المتوسل باللغة لتتمكن من منح القدرة لأفكار أو مشاعر أو حالة نفسية أو ايستيهامات على للخروج من مستوى الشطح إلى مستوى الفضح، وهوما يجعل المتلقي يحس بنوع من التطهير النفسي نتيجة الاسقاطات التي يقوم بها على وضعه الوجودي نتيجة التداعي الشعوري الذي يمكنه من عيش التجربة الدرامية التي تحياها الشاعرة.
تقول الشاعرة:
ملي كنت صغيرة. كانت لحلمة عندي على قدي. نزوقها بضحيكة أو جليسة. قدام لمرايا نحلمو بزوج. مرة نرسمو قليب فيه ريشة ملونة ونقول لمرايتي هنا فهاذ القلب غادا نزرع وريدات. ما تجرح يدي الممدودة بالرحمة إلى آخر القصيدة.
ولفت الصامتي أنه بالاضافة إلى التجسيد وظفت الشاعرة آلية الاستعارة وهي في تقابل مع الآلية الأولى بحيث مكنتها من الانتقال بالأفكار المجربة حسيا إلى الفكرة المجردة ذهنيا. وهذا ما يجعل قصائد إيمان الونطدي الشاعر تنسج نصا ذي شاعرية إقناعية تتوسل بمكانيزمات التأثير المتأرجحة ما بين فعل التمثل وفعل التشكل.
تقول الشاعرة :
هاني واقفة فكانون التخمام. هاني تخبلات فيا لقوافي. شكون يشوفني كبة حروف. أنا ماشي كمرة تسرح فشوفتها على كسدة الليل. انا ماشي نجمة تشعل كل ما هاج الظلام تقاضي الشهوة تحشم تغيب في فصدر لبحر.
ويتسع فضاء البوح في قصائدها الزجلية وكأن القصيدة النثرية لا تسعفها على إشباع نهم البوح الأنثوي الكامن في دواخلها، وعليه تقرر أحيانا الكتابة بأدوات جديدة بلغة أكثر التصاقا وتعبيرا عن هوية الذات ومرجعيتها الثقافية واللغوية تمكنها من تأسيس الذات الأنثوية الفاعلة وتدفعها إلى إخراج كل مكنونات هذه الذات ومحاولة بناء الشخصية السيكولوجية للشاعرة، ونأخد نموذجا من زجليتها التي عنوتها ب: غناية مكروحة” شكون يشريني كبة حروف، يغزلني قصيدة، يفضح ذاك لكلام، لي مستف قوافي ميزان، شكون يخلخل لمزاج، لي حالف ما يرعي لمخبي، حيث أنا ماشي كمرة تسرح شوفاتها على كسدة الليل، حيث أنا ماشي نجمة تشعل كل ما هاج كم ظلام، حيث انا ماشي شميسة مللي يسالي الدفا تحشم وتعيب فصدر لبحر…

وخلص الناقد أن الونطدي تسعى من خلال قصائدها إلى محاولة تحقيق التوازن والتكامل والانسجام بين ما المحمول التاريخي لهذه الذات والمحمول المتمنى او المنتظر. وهذا ما يبرز من خلال جل النصوص الشعرية لإيمان سواء المعربة أو الزجلية بحيث نجدها تسعى من خلالها وعبرها إلى تقديم ذاتها وإلى تقديم الرؤية الأنثوية الحقيقية للعالم دون وصاية السائد والمعتاد وبعيدا عن إكراهات وقهر الحس المشترك المقيد للحرية.
__سبأ: الشاعرة تكتب بجرأة وبدون حواجز

من جهتها أكدت لطيفة سبأ،صحفية ،رئيسة قطاع الإنتاج بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة
أن الديوان الشعري “الراّݣْد فْ الحلْمه”. هو يدخل في صنف الزجل تأخذ قصائده، شكل حكايات شعرية. تعكس فيها الشاعرة جانبًا من شخصيتها وتفكيرها، مستعملة الكتابة كوسيلة للتعبير عن الطيش والعبث، محاولةً تحويلها إلى واقع ممكن.
قصائد ديوان الراكد في الحلمة تبرز سبأ ،ينتمي إلى فترة زمنية ضاعت فيها القيم، اختلط فيها الجد بالهزل والفكر بالعبث، وأصبح تقييم الإبداع مرتبط بالنسبة العددية وليس بالمضمون الهادف والجاد.

وشددت المتحدثة نفسها،يتحدد موضوع الزمن للراكد في الحلمة في مسافة الما بين يظهر الماضي بلباس التمظهر الخفي الذي يستر كل المساحات الفارغة في جغرافية تكسر أشواك الخطوات بارتجال غريب، فتتحول مظاهر الرحلة في حلم منكسر يحتوي الحاضر بصفته ما تبقى من صيحات ، كلها سراب وضباب. هكذا تتحدد المعالم في رؤية تكشف عن ثقب صغيرة تطل على ألغاز مشفرة بجزئيات صغيرة متضمنة مساع في عالم يرسم فنه التشكيلي بين الماضي والحاضر.
وأردفت قائلة :هي قصائد قد أرجئها إلى فن “الملحون” المغربي الذي يتميز بخصائصه الفنية والموضوعية العميقة. المتسمة بالاستقلالية عن التأثيرات.
وقد وظفت الشاعرة الليل في قصائدها وهذا بدوره له خمولات ودلالات عديدة، منها السكون والهدوء وأحيانًا الغموض والخوف. وفي سياق بعض القصائد، يمكن أن يكون الليل رمزًا للعزلة أو الحزن أو حتى الأمل في بزوغ فجر جديد. الحمولات الزمنية لليل تشير إلى الأحداث والذكريات والمشاعر التي ترتبط بالزمن الماضي والحاضر والمستقبل.

وتشرح سبأ ؛ يبدو أن ديوان “الراكد في الحلم رجل” يعكس موضوعات عميقة وشخصية. الشاعرة تستخدم الشعر كوسيلة للتعبير عن مشاعرها تجاه الماضي، وهي تستخدم الليل كرمز للتأمل والسؤال. استخدام علامة الاستفهام قد يشير إلى البحث عن إجابات أو الشك في الواقع الذي تعيشه. الحاضر، كما تصفه، هو لحظة شرود، ربما تعبر عن شعور بالاغتراب أو الانفصال عن الواقع الحالي.
وسجلت سبأ أن الشاعرة تكتب بجرأة وبدون حواجز، في زمن تصوره كأنه فقد السيطرة على التفكير الجاد والمتعمق، وتسعى من خلال شعرها لجذب الاهتمام ليس فقط إليها كامرأة ولكن أيضًا إلى قضايا النساء بشكل عام في سياق البحث عن الحقيقة.تختم سبأ قولها.
