تعقد النقابة الوطنية للصحافة المغربية اجتماعا مع شركائها في اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، بجهة كلميم واد نون قصد التفكير وتبادل الأفكار حول قانون الصحافة والنشر والطبيعة المركزية في العملية الإعلامية، لقياس حرية الصحافة وحرية الرأي، وذلك يومه الجمعة 23 فبراير 2024.
ويأتي هذا الإجتماع، في سياق المجهود الوطني المبذول لتخليق وتحصين مهنة الصحافة،حيث تواصل النقابة الوطنية للصحافة المغربية سلسلة ندواتها الوطنية لأجل تنزيل أحد عناصر الخطة الاستراتيجية التي أقرها المؤتمر الوطني التاسع، عبر مساءلة منظومة القوانين المنظمة للعمل الصحفي، وذلك اعمالا لتدابير إصلاح قطاع الصحافة وتجويد البيئة الإعلامية.
وتكتسي مساءلة التجربة المعتمدة في تنزيل القوانين المشكلة لمدونة الصحافة والنشر، فرصة للوقوف عن قرب على الثغرات والأعطاب التي أفرزتها الممارسة في القوانين الثلاثة.
الهدف الأساس من هذه الدينامية هو محاربة كل أشكال الإساءة لهذه المهنة عبر تحصينها من المدخل القانوني، وجعلها في خدمة التنمية المحلية والوطنية.
لأجل ذلك احتل سؤال الإعلام وأخلاقياته في بلدنا صدارة الاهتمامات في ظل نقاش حول آليات تخليق الحياة العامة وتأطير الرأي العام بما لا يتعارض مع حرية التعبير والحق في الحصول على الخبر وانشغالات انحراف هذه الأدوار عن مسارها،
وفي قلب هذا النقاش يبرز دور الصحفي في ضمان هذه الخدمة، ومعه يبرز السجال حول أوضاع الصحافيين المعنيين بتقديم هذه الخدمة العمومية، من زوايا مختلفة بين القطاع العام والخاص.
وتأسيسا على هذا التصور، تحركت العديد من الدول لدعم قطاع الصحافة في زمن أزمة حقيقية تهدد هذا القطاع، أمام الاكتساح العارم لوسائط اتصال مفتوحة وغير مراقبة ومؤطرة، وداخلها تنمو ممارسات تدعي العمل الصحفي فيما تمارس أدوارا سلبية تضر بأخلاقيات المهنة.
واعتبارا للدور الخطير الذي يلعبه الإعلام في ظل التحولات التي يعيشها العالم، والتنبيهات التي أطلقتها كبريات المعاهد ومراكز البحث، حول خطورة تحوير دور الإعلام، انخرطت بلادنا في أوراش هامة لإصلاح القطاع، أسفرت عن منظومة قانونية بشراكة مع القطاعات المعنية.
إن مراجعة قوانين الصحافة والنشر ببلدنا قد تعددت منذ إقرار أول قانون، وفي كل مرة تزداد عتبات تجويده بفعل كفاح المهنيين، وكان لتظافر الجهود بين الحقل الحقوقي والإعلامي والقانوني والسياسي نتائج مهمة في سياق توسيع هوامش الحريات.
وتأمل النقابة أن تكون هذه الندوة ناجحة كسابقاتها التي نظمت في هذه الجهة الجنوبية بفعل الإنصات الجيد لنخبها ومثقفيها وأطرها ومسؤوليها وباقي مكونات منظومتها المحلية وتفاعلهم ومواكبتهم أيضا لمخرجات هذه الملتقيات الهامة التي تقدم إضافة نوعية لأوراش اصلاح المشهد الإعلامي برمته بالمملكة.
