نقلت صحيفة البايس الاسبانية أن قيادة جبهة “البوليساريو” دعت مجموعة من المؤسسات الإعلامية الاسبانية لزيارة تندوف وهو الأمر الذي رفضته إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزة الإسبانية RTVE بدعوى “اللحظة الحساسة غير مناسبة”.
وكرد فعل على هذا القرار عمد مجموعة من الصحافيين إلى التهديد بتقديم استقالتهم من القناة التلفزيونية، واحتجوا على ما وصفوه ب “الضغط السياسي” الذي مارسته إدارة القناة عليهم، وحاولوا الترويج لذلك بكثافة مع الضغط على الهيآت المهنية لإحراج إدارة القناة.
وأمام هذا الجدل، خرجت إدارة القناة لتقول بكل وضوح، أنها لا تقبل أن يكون سفر طاقمها موضبا وموجها وتتحمله جهات غير إدارة القناة، التي تبقى الجهة التي تتحمل مصاريف تنقل أطقمها ضمانا للاستقلالية.
ومعلوم أن الجزائر تتكفل بكل مصاريف التعبئة التي تنظم كل سنة لما يعرف باحتفالات جبهة البوليساريو بأوهام التأسيس لجمهورية الوهم، حيث يتم استقدام وفود من أوروبا وأمريكا اللاتينية لتسويق رواية بوليساريو والجزائر وتشكل جماعات الضغط بمبررات إنسانية منتقاة، حيث يتم تقديم حالات إنسانية للتأثير على وسائل الإعلام، التي تنقل ذات الصور لتسويق رواية “الشعب الصحراوي المشرد”.
وفي إحدى تصريحاته قال يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة، أنهى وبناءا على ما قدمته إدارة التلفزيون الرسمي الإسباني ، نحنى أمام دفاع عن شرف المهنة، لأنة مبدأ الحياد والاستقلالية في تغطية أي حدث، يتطلب الابتعاد عن التأثير والتوجيه الذي قد تمارسه الجهة المستضيفة.
وشدد رئيس المجلس الوطني للصحافة، على أن زيارات الوفود الإسبانية إلى مخيمات تندوف بالطريقة التي تفرضها الجهات المستضيفة، يقود إلى مأزق البروباغاندا، ويضيف أن مثل هذه الدعوات تتطلب استعدادات لوجيستيكية مهمة من إقامة وزيارات وتنقل، وبالتالي فهذه الزيارات لا تقوم بالبحث الصحافي الميداني، بل يتعلق الأمر بزيارات دعائية تعودت البوليساريو على تنظيمها.
واعتبر الزميل يونس، أن ما أقدم عليه التلفزيون الإسباني يعكس انتباها متأخرا، فالمتابعون لهذه المناسبات التي تقام سنويا بتندوف يعرفون أن هناك رواية يتم ترديدها، بل تحول العديد من الصحفيين الإسبان إلى أدوات في أيدي جماعات اللوبي الجزائري.
وبهذا الفعل تكون إدارة القناة الأولى الإسبانية، أحرجت اللعبة التي حاول اللوبي الجزائري بإسبانيا استدراجها إليه من مدخل المهنة الصحفية والاستقلالية، حين اعتبرت أن رفضها السماح لطاقمها الذهاب إلى تندوف، يرجع إلى الحرص على الاستقلالية المهنية.
