
نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع اسفي دورة تكوينية حول أساليب التغطية الصحفية في الانتخابات نهاية الأسبوع الماضي 9يوليوز الحالي ..حضرها رئيس النقابة الزميل عبد الله البقالي الذي ألقى كلمة توجيهية في بداية اللقاء متحدثا فيها عن أهمية الدورات التكوينية للصحفي لتمكينه من آليات العمل الصحفي ٫..التي تشبه الطب المطلوب فيه تتبع التحولات المتواصلة والمستجدات الدائمة في المجال والتمكن من وسائل العمل بغرض إتقانه، لافتا الانتباه ..إلى أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية نظمت 25 دورة تكوينية في مجموع التراب الوطني٫ وهو شكل من أشكال الاهتمام بالصحافي المفروض فيه أن يسعى إلى التكوين المستمر والتكوين الذاتي ..مراعيا كذلك الحاجيات واختلاف الخصوصية لكل المناطق التي يشتغل فيها ..، و مشيرا إلى أهمية الموضوع التكويني والمرتبط بالظروف التي يرفضها الواقع

وأوضح البقالي أن الصحافي مجبر على الإلمام بالأجناس الصحفية وإنتاج الخبر الصحفي المهني يساعده في ذلك معرفته بتقنيات العمل الصحفي مثله مثل البنّاء، “وليس كل من ينتج المعلومة فهو مهني صحفي، فأحيانا الإعلام يسيء إلى الانتخابات أكثر من خدمتها بتصرفات غير مقبولة من بعض الصحفيين” يقول البقالي، داعيا إلى العمل على تحصين الصحافي بالمعطيات والأخبار..وبالمجال الأخلاقي كذلك.

مصطفى العراقي الصحافي السابق بجريدة الاتحاد الاشتراكي الذي كان ضيفا على الدورة التكوينية قال إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية لم تعد نقابة مطلبية بل أصبحت نقابة تكوينية، تسعى إلى تطوير الصحافة وظهور صحافة جديدة، مبرزا أن الإعلام هو المحور الأساسي لأي انتخابات ودوره في تحقيق انتخابات حرة ونزيهة وحرية الرأي والتعبير كحقين أساسيين من حقوق الإنسان، وبالتالي فالصحافي متفاعل وشاهد على تطورات الانتخابات وهي محك لاختبار المهنية لدى الفاعل الإعلامي ..لتوعية المواطن بمضمون الانتخابات وفهم نمط الاقتراع، والدور البيداغوجي للصحافة نحو تكوين مواطن يعي حقوقه وواجباته.
وأوضح المتحدث ذاته أن اليونسكو وضعت عدة معايير لتغطية منصفة وآمنة لانتخابات عبر تمكين الصحافي من جميع المعلومات وتوفير التدريب اللازم لتغطية الانتخابات وحمايته وضمان سلامته أثناء أدائه مهامه.
و عرج العراقي على أخلاقيات مهنة الصحافة وضرورة التمحيص في نقل الخبر ومصداقيته وعدم الارتجال وضرورة أن يكون لدى الصحافي تصورا إعلاميا محددا واعتماد الأجناس الصحفية المعروفة.. وتجاوز الانزلاقات المحتملة، مع المعرفة القانونية والإلمام بالترسانة القانونية للانتخابات، والمعرفة السياسية بالمشهد الحزبي وببرامجه وبحصيلة المجلس الجماعي والنيابي مع مصداقية المحتوى ونزاهة الخبر بالتحري الجيد.
على المهني – يقول العراقي – أن يحافظ على الحياد الصحفي وعدم التخندق في جهة معينة والابتعاد عن التطبيل لمرشح ما أو هيئة ما، مع توظيف المعجم الحقوقي، وعدم المس بالحياة الخاصة بمرشح من المرشحين في الانتخابات أو نشر صور حميمية أو السخرية من شكله أو شخصه، دون أن يغفل إعطاء الكلمة للناخب.
وشدد العراقي على المسؤولية الاجتماعية للصحافي بترسيخ القيم الحقوقية وبناء مواطن متمكن من حقوقه وواجباته، مع إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والتصدي للظواهر المشينة، داعيا إلى حماية المجال الصحفي والمهنة من الدخلاء والمتطفلين……
