تنعى النقابة الوطنية للصحافة المغربية، القيادي المؤسس للعمل النقابي في الإعلام، والصحافي المقتدر، الزميل عبد الرحمن فضلي، الذي وافته المنية بمسقط رأسه في مدينة فكيك. وقد كان الفقيد من مؤسسي العمل النقابي في الإعلام، منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حيث إنخرط في النقابة منذ انفتاحها على الصحافيين، متحدياً كل المضايقات كما واجه بكل أنفة وصمود تدخل وزارة الداخلية في الإعلام، آنذاك، الأمر الذي عرضه لعقوبات كثيرة وتهديد لوضعه المهني والإداري. وكان من أول المؤطرين لتجذر النقابة في الإذاعة والتلفزة المغربية، وتولى مسؤوليات في المكتب الوطني للنقابة، ونظم إلى جانب زميلات وزملاء آخرين، عدة نضالات في هذه المؤسسة، كما كانت له مساهمات غنية في أدبيات النقابة ودفاتر مطالبها في الإعلام العمومي السمعي البصري، وفي مجالات عملها الآخرى. وكان الزميل عبد الرحمن فضلي، صحافيا مقتدرا، تولى، بعد هذه الفترة، مسؤولية رئاسة التحرير، في الأخبار بالأمازيغية، ليؤسس بكل كفاءة ومهنية لهذه التجربة، حيث قدم كل خبرته وثقافته الواسعة لهذا العمل. والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إذ تتقدم بالتعازي الصادقة لأسرته وزملائه وأصدقائه، فإنها تعتبر فقدان هذا المناضل الفذ والصحافي الكبير، خسارة لا تعوض، وهو الذي وهب حياته للبذل والعطاء، بكل تواضع ونكران للذات. تغمد الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، إنَّا لله وإنا إليه راجعون.