الرباط في 28 يونيو 2018
نقابة الصحافة: تمثيلية وازنة وفاعلة داخل المجلس الوطني للصحافة
أعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أنها ستطلق حوارا وطنيا حول أخلاقيات مهنة الصحافة، وذلك تزامنا مع انتخاب المجلس الوطني للصحافة. وتشكل أخلاقيات المهنة، أحد الاختصاصات الأساسية المخولة للمجلس، إلى جانب الوساطة والتحكيم، والقيام بدراسات وإنجاز التقارير، وتسليم البطائق المهنية.
يشار إلى أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية راكمت تجربة طويلة في مجال الأخلاقيات، وستقدم قيمة مضافة للمجلس الوطني للصحافة في هذا المجال، وسيكون لها دور ريادي في تفعيل صلاحيات المجلس.
لقد ساهمت النقابة في إرساء أسس الأخلاقيات، ففي سنة 2000، نظمت ندوة دولية بالرباط،حول أخلاقيات المهنية، وشكلت لجنة متابعة مع منظمات حقوقية وذات صلة بالثقافة والإعلام،وفي سنة 2001، نظمت هذه اللجنة ملتقى حضره أزيد من 300 صحافية وصحافي بالبيضاء،لتبني ميثاق للأخلاقيات.
وفي 19 يوليوز 2002 ، جرى بالرباط تنصيب الهيئة الوطنية المستقلة لأخلاقيات الصحافة وحرية التعبير تضم 23 عضوا؛ من النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية الناشرين وهيآت مدنية وحقوقية وشخصيات مختصة في المجال الاعلامي.
ومن ضمن أهداف ” الهيأة الوطنية المستقلة لأخلاقيات الصحافة وحرية التعبير”، تشكيل سلطة أخلاقية لتقويم السلوك المهني، ومواجهة كل التجاوزات التي تضر بكرامة الأشخاص وشرفهم أو تلك التي تحاول الإساءة المجانية للناس والتشهير بهم.
إلى ذلك، قال عبدالله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية،إن محطة انتخاب أضاء المجلس الوطني للصحافة، التي جرت في 22 يونيو(2018)، شكلت تجربة رائدة بالمغرب.
وأضاف البقالي، في الندوة الصحفية المشتركة التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية مع الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال (إ.م.ش)، يوم الثلاثاء 26 يونيو(2018) بمقر النقابة بالرباط، أن عدد المسجلين في لوائح التصويت وصل إلى ٢٣٧٠، وان عدد المصوتين هو١٠٢٩مصوت، مشيرا إلى أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية حققت اختراقا غير مسبوق، حيث حصلت لائحة ” حرية، مهنية، نزاهة”، على الأغلبية الساحقة من الأصوات الصحيحة المعبر عنها (918 صوت من مجموع 955 صوت صحيح معبرعنه في استحقاق 22 يونيو).
وأشار البقالي إلى مجموعة من العوامل التي أثرت في نسبة التصويت، ومنها أن 48 من الصحافيين قدموا طلبات نقل التسجيل ولم تتم الاستجابة لهم، رغم تقديمهم لطلباتهم في الآجال القانونية، كما أن 50 صحافيا لم تُدرج أسماؤهم في اللوائح الانتخابية، إضافة إلى أن 161 صحافيا بوكالة المغرب العربي للأنباء مُنعوا بشكل مباشر من التصويت تحت الإكراه والضغط، إذ صوت فقط 15 صحافيا من الوكالة متحدين قرار الإدارة. وأشار كذلك إلى تزامن يوم الاقتراع مع وجود ما بين 60 و70 صحافيا في روسيا لتغطية مونديال 2018، إضافة إلى تنظيم العديد من الأنشطة التي فرضت على الصحافيين تغطيتها في بعض المدن، خاصة في مراكش، يوم الانتخاب.
وذكر البقالي ان وكالة المغرب العربي للأنباء سخرت كل طاقتها للتأثير في مجريات الانتخاب،لأسباب غير معروفة، مشيرا إلى أ هذه مناسبة للتعبير عن تفهمنا “لظروف الزملاء في الوكالة، لأننا نعرف تداعيات تدخل الادارة”.
وخلص البقالي إلى أن حوالي 350 صحافيا فرضت عليهم ظروفا معينة أو منعوا من المشاركة في التصويت، مما يرفع نسبة المشاركة الفعلية في التصويت إلى 55 في المائة، عوض 43.3 في المائة المعلن عنها رسميا.
وأضاف البقالي، أن المطلب الملح اليوم يتجلى في تسريع وتيرة إراج المجلس الوطني للصحافة إلى الوجود، مع توفير الشروط اللازمة لضمان الاستقلالية لهذه المؤسسة.
في السياق نفسه، قال يونس مجاهد، الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن نتائج استحقاق 22 يونيو تكرس مكانة النقابة الوطنية للصحافة المغربية باعتبارها المؤسسة الأكثر تمثيلية للصحافيين، معتبرا نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق مهمة جدا، مقارنة مع تجارب البلدان الأخرى.
وبعد أن أكد مجاهد أهمية المجلس الوطني للصحافة في التنظيم الذاتي للمهنة، وذكر بالاختصاصات الهامة المخولة له، أبرز أهمية إنجاح محطة تشكيل هاته المؤسسة، التي ستناط بها مهام وأدوار هامة تندرج في سياق تنظيم المهنة، وفرض الأخلاقيات، والتدخل في مجال الوساطة والتحكيم، مُشددا على أن المجلس ستكون له اختصاصات قوية، ولن تكون مؤسسة صورية، وأن المبدأ الذي سيُؤطر عمل المجلس هو الفعالية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأكد مجاهد أن الوحدة النقابية هو الطريق الذي ينبغي” أن نسير فيه، وأنه لابد من فتح حوار حول قضية الاخلاقيات، ولابد من إشراك المهنيين في هذا المسار.
من جهته، قال محمد الوافي، عن الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال(ا.م.ش)، ان “حرية ، مهنية، نزاهة “، الذي يختزل شعار لائحة النقابة للاستحقاق الانتخابي ، ليس مجرد شعار انتخابي، بل يختزل الأهداف المشتركة للتنظيمين النقابيين، ولعموم المهنيين، مشددا على أه لا يجب أن يكون المجلس الوطني للصحافة، مؤسسة صورية، ومشيرا إلى ضرورة التعامل بجد مع تشكيل المجلس الوطني للصحافة، وأن المسؤولية كبيرة بعد ظهور نتائج الانتخاب،مما يلقي بثقل كبير على النقابتين، بالنظر إلى الإكراهات والتحديات، التي ينبغي رفعها.
وأوضح الوافي أن التحدي المطروح ، اليوم، هو كيف ننزل مجلس ديمقراطي ومستقل وفاعل.