الرباط في 24 فبراير2018
نحن المشاركين في ورشة القضية الفلسطينية والإعلام العربي، المنظمة في الرباط، يومي 22 و 23 فبراير 2018، من طرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفيدرالية المغربية لناشري الصحف ومنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال “تواصل”، وبعد التعبير عن امتناننا للسيد رئيس الحكومة المغربية، الدكتور سعد الدين العثماني، وللوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى الخلفي، ولوزير الاتصال والثقافة، السيد محمد الأعرج، على كل الدعم الذي قدموه لنجاح هذه التظاهرة، وبعد العروض القيمة التي قدمت، والمساهمات الغنية التي تضمنتها المناقشات والتعقيبات، فإننا نؤكد على التوصيات التالية:
1- الوعي العميق بأهمية الإعلام والتواصل في الدفاع عن القضية الفلسطينية، في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأساليبه الهمجية والقمعية، التي تسحق الإنسان الفلسطيني، وتغتصب أرضه، وتهدد وجوده وحضارته، حيث لا تدخر وسعاً في اللجوء إلى كل الأساليب والوسائل الاجرامية، بالإضافة إلى آلة التضليل والتعتيم وتزييف الحقائق، من خلال وسائط، تمتد وتنتشر في كل بقاع العالم، بأدوات كبيرة وموارد ضخمة، ودعم من لوبيات ومؤسسات دولية، تسيطر على التواصل والإعلام والإنتاج الفني والثقافي، تتوفر على إمكانات لوجيستيكية ومالية وبشرية هائلة، مما يحتم على الإعلام العربي تعزيز أداءه واستمرار وتطوير الاهتمام الحثيث بالقضية الفلسطينية.
2-ضرورة تطوير أدوات الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومة الكيان الصهيوني، على مختلف الأصعدة الإعلامية والتواصلية والثقافية، من خلال توفير الوسائل والإمكانات الكفيلة بفضح الممارسات الإجرامية للإحتلال، والترويج الواسع للمواد الإعلامية والمضامين والصور، التي تعري وتكشف بشاعة الإنتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الكيان ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومؤسساتهم وأرضهم.
3- العمل على تنويع المواد والمضامين، وملاءمتها مع التطورات الحاصلة في مجالات الصحافة والإعلام والتواصل، وجعلها أكثر دقة وعمقا، لتعكس الواقع الحقيقي للإحتلال، في التفاصيل اليومية والمعاناة الإنسانية وكل الجوانب الأخرى القانونية والأخلاقية، وتقديمها مراعاة لكل المعايير المهنية، المعمول بها دولياً، وتكثيف الجهود من خلال حملات منظمة على نطاقات واسعة، والوصول إلى جمهور خارج الإطار العربي، وتطوير التعاون والتنسيق بين مؤسسات الإعلام على الصعيدين العربي والدولي، لمحاصرة الدعاية الصهيونية، وتقديم الصورة الحقيقية عن الصراع مع الإحتلال.
وفي هذا الإطار ندعو المراكز البحثية إلى تحمل مسؤوليتها للاشتغال العميق والعلمي، لمواجهة التضليل والتزييف، الذي يصدر عن الأوساط الأوساط الصهيونية والمؤسسات المرتبطة بها.
4- تقوية الروابط والعلاقات بين الصحافيين ومؤسسات الإعلام، والمتخصصين ذوي الكفاءات في متابعة تطورات القضية الفلسطينية، سواء كانوا أكاديميين أو سياسيين أو حقوقيين أو كتاب، للتعرض بعمق لمختلف جوانب الصراع، وإلقاء الضوء على الأحداث الجارية، وتدريب الصحافيين، وخاصة الشباب، على المتابعة الدقيقة لمجريات وتطورات القضية الفلسطينية، من خلال ورشات تنظم في كل البلدان العربية، بمساهمة متخصصين وبتعاون بين مختلف المؤسسات الأكاديمية والإعلامية ومراكز التكوين والبحث ونقابات الصحافيين.
5- المقاومة القوية لكل أشكال الاختراقات، التي تحاول الأوساط الصهيونية، القيام بها في البلدان العربية، والتي تركز على مجالات الصحافة والإعلام، لتبرير وجود الاحتلال والدفع نحو التطبيع، ومحو الذاكرة، والإجهاز التدريجي على فكرة مقاومة دولة الإحتلال، وفرض الأمر الواقع.
6- مواجهة دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي تتجرأ بعض الأصوات على الجهر بها، منها من ينتمي لقطاعات الصحافة والإعلام، تحت يافطة المهنية وحرية التنقل، من أجل تبرير الإستجابة للزيارات الرسمية أو غير الرسمية، للكيان، والتي تتحول دائما الى بروباغندا لصالح دولة الإحتلال، وتزيين صورته البشعة.
7- تنظيم حملات إعلامية دولية واسعة، لمناهضة التطبيع، كأداة معمول بها دوليا، تحت مسميات المقاطعة والحصار، من أجل مواجهة دولة الإحتلال ككيان استعماري استيطاني عنصري، والعمل على أن يعمم هذا الوصف والتعريف للإحتلال، الذي يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان وكل القوانين الدولية ويرفض الإنصياع لقرارات مجلس الأمن وغيرها من التوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة، ويمارس أعتى أشكال القتل والإعتقال والتعذيب والتدمير و التنيكل، بشعب آخر، يغتصب أرضه ويهدد وجوده، بدعم من قوى إمبريالية معادية لحقوق الشعوب.
8- إيلاء الأهمية البالغة لمسألة اللغة والخطاب الإعلامي، وضمنه قضية المصطلحات، التي تستعمل في وصف وتغطية الصراع ضد الإحتلال الإسرائيلي، والحذر من استعمال مصطلحات غير دقيقة وغير وفية للواقع، تزيف طبيعة الصراع، ضد كيان صهيوني متعصب وعنصري، والعمل على إنشاء دليل لهذه المصطلحات، بتعاون بين متخصصين وإعلاميين.
9- الدفاع عن حق الإنسان الفلسطيني، في مقاومة الإحتلال، بكل كرامة وشرف، وبمختلف الوسائل، كحق من حقوق الشعوب في الدفاع عن أرضها وسيادتها، لطرد المحتل والإستقلال والتحرر، والحذر من تحوير الصراع ضد الإحتلال وكأنه صراع ديني، وليس صراع ضد كيان صهيوني، خلفيته الإيديولوجية عنصرية واستعمارية وسياساته إجرامية وهمجية.
10- الوعي بجوهر الصراع ضد الإحتلال الاسرائيلي، كجزء من مخطط شامل، يستهدف المنطقة العربية برمتها، يدفع نحو تفتيتها وتقسيمها، إما عبر الغزو العسكري المباشر أو التدخل، بوسائل ومخابراتية ومالية واقتصادية وثقافية وديبلوماسية، لإذكاء النزاعات بين أبناء البلد الواحد، وتشجيع الحروب الأهلية والمواجهات المسلحة، الواقع الذي أضعف الشعوب والدول العربية، مما شكل أكبر خدمة للكيان الصهيوني.
11- السعي إلى توفير دعامات إعلامية متخصصة في متابعة القضية الفلسطينية، في مختلف البلدان العربية، وتنظيم جائزة الصحافة للتفوق في الكتابة وتغطية تطورات هذه القضية، تشجيعا للصحافيين على تطوير كفاءاتهم ومهاراتهم في تقديم مواد وإنتاجات جيدة ومبدعة، حول تاريخ ومجريات الصراع ضد دولة الإحتلال الصهيوني.
12- اعتبار مشروع ميثاق مقاومة التطبيع الإعلامي، الذي تم تقديمه خلال الندوة، أرضية متينة للنقاش بين الجهات المنظِمة، على أساس مواصلة الحوار بشأنه، في إطار متابعة تنفيذ التوصيات المتفق عليها.