2014-01-29
كرر الاتحاد الدولي للصحفيين دعوته للسلطات المصرية للافراج عن الصحافي الاسترالي بيترغرسته وزملائه العاملين في قناة الجزيرة بعد أن كشفت الرسائل التي بعثها غرسته من زنزانته في القاهرة عن الظروف القاسية التي يحتجزون فيها.
وكان غرسته والصحفيين الاربعة الاخرين العاملين في قناة الجزيرة، وهم مدير مكتب القاهرة محمد فاضل فهمي، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والكندية، والصحفيين المصريين باهر محمد وعبد الله الشامي ومحمد بدر، من بين عشرين شخصاً احالهم المدعي العام في مصر اليوم الاربعاء29 يناير/كانون الثاني للمحاكمة بتهمة الانضمام أومساعدة جماعة إرهابية ونشرأنباء كاذبة من شأنها أن تهدد الأمن القومي.
وهذه هي الحالة الأولى التي يتم فيها توجيه تهم بالإرهاب ضد الصحفيين والأجانب منذ أن أعلنت الحكومة المصرية بأنها تعتبر جماعة الإخوان المسلمين منظمة ارهابية في ديسمبر/كانون الاول الماضي. ونفت قناة الجزيرة هذ التهم وطالبت بالافراج عن مراسليها .
وقد كتب غرسته، وهو صحفي استرالي،حائز على جائزة “بيبودي”، وهو مراسل سابق لمحطة “بي بي سي”، خلال فترة وجوده في سجن “طرة” في القاهرة رسائل مشحونة بالعواطف لعائلته بعد أن تم تهريبها من زنزانته.
وكتب في رسائله عن مشواره الاول تحت ” أشعة الشمس الشتائية الواهنة ” بعد أن أمضى عشرة أيام محبوساً في زنزانته على مدار 24 ساعة في اليوم دون أن يتم استجوابه. كما أعرب عن تخوفه من أن تسبب كتابته للرسائل لسوء المعاملة من قبل السجانين: “انني أشعر بالتوتر وأنا أكتب هذه الرسالة. لقد عدت الآن إلى زنزانتي الباردة بعد أول فرصة رسمية لممارسة الرياضة – أربع ساعات مجيدة في الساحة العشبية خلف المبنى الذي نحتجز فيه ولا أريد أن ينتزع مني هذا الحق” .
وقال غرسته متخوفاً بانه قد غير قراره بالتزام الصمت حول ظروف اعتقاله، على الرغم من أنه يخاطر بان تصادر ادارة السجن كتبه وقلمه: ” بعد قضاء أسبوعين في السجن اصبح واضحا لي الآن أن قرار الصمت هو مسألة خطيرة، إنه يشرع الهجوم ليس فقط علي وعلى زملائي، بل على حرية التعبير في كامل أنحاء مصر. وفجأة، بدت كتبي مسألة تافهة ” .
وأضاف في مكان آخر من رسائله: “اذاً، كل ما قمنا به هو اعداد تقارير روتينية عن الدراما السياسية التي تدور من حولنا، وما قد تعنيه هذه الاحداث بالنسبة لمصر. وحقيقة أننا وضعنا خلف القضبان لهذا السبب تثير قلقا إضافيا عند الأخذ بعين الاعتبار اللحظة التاريخية التي تمر بها مصر الآن. “
وقال غرسته في كتابته عن زملائه، محمد فهمي و محمد باهر، الذين اعتقلا معه يوم 29ديسمبر/ كانون الاول انهما محتجزان في ظروف أسوأ من ظروفه وأنهما قد اتهما بالانتماء لجماعة الإخوان مسلمين: “يقضي كلا من الرجلان 24 ساعة في اليوم في زنزانة تعج بالبعوض، وينامان على الأرض دون كتب أو أدوات للكتابة تساعدهم على كسر الملل الذي يدمر الروح”. وقد شكر غرسته عائلة ومؤيدي الصحفيين، مشيرا أنهم ” نشعر بالانفعال والقوة من الدعم الاستثنائي الذي حصلنا عليه . “
وقد كرر كريستوفر وارن، أمين عام تحالف الاعلاميين، والفنانين والعاملين في قطاع الترفيه الاسترالي، ، الاتحاد العضو في الاتحاد الدولي للصحفيين، نداءه للحكومة المصرية لتطلق سراح غرسته وزملائه من قناة الجزيرة فورا.مؤكدا على قناعة التحالف بأن التهم الموجهة إلى الصحفيين هي بسبب قيامهم بواجباتهم المهنية.
وأعلن جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين دعمه لنداء اتحاد الصحفيين الاستراليين، حيث تشكك الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية بالتزام البلد بحقوق الإنسان الأساسية، وقال: “إن قرار الحكومة المصرية بإحالة هؤلاء الصحفيين إلى المحكمة يقوض الحق بحرية الصحافة وحرية التعبير في مصر، ويدفع الجميع إلى التساؤل عن موقف السلطات المصرية من حقوق الإنسان الأساسية. لم يرتكب هؤلاء الصحفيون أية جريمة ويجب الإفراج عنهم فورا.”